رؤية السعودية 2030
رؤية السعودية 2030، هي رؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لاستثمار مكامن المملكة العربية السعودية من موقعها الاستراتيجي، وقوتها الاستثمارية، وعمقها العربيّ والإسلاميّ. بنيت على ثلاثة محاور رئيسة: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، يتفرع منها 96 هدفًا استراتيجيًّا.
إطلاق رؤية السعودية 2030
أطلقت رؤية السعودية 2030 في 18 رجب 1437هـ/25 أبريل 2016م بعد موافقة مجلس الوزراء عليها، ومن خلال تعاملها المسؤول مع التحدّيات العصرية للطاقة والمناخ، تلهم رؤية السعودية 2030 العالم للمشاركة في الجهود الرامية لبناء مستقبل مستدام.
أُعلن عن برامج تحقيق الرؤية خلال السنوات الخمس الأولى من انطلاقها، وذلك بعد أن حدد برامجها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في 4 شعبان 1438هـ/30 أبريل 2017م، بوصفها الحجر الأساس لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، وعملت البرامج على مواءمة أنشطتها من خلال خطط التنفيذ المعتمدة التي تسترشد بالأهداف المحددة مسبقًا ومؤشرات الأداء الرئيسة.
في 14 رمضان 1442هـ/26 أبريل 2021م استعرض مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ما تم التركيز عليه في الأعوام الماضية من تمكين المبادرات، ووضع السياسات العامة، وتأسيس البنية التحتية التمكينية. ومع انتقال رؤية السعودية 2030 إلى المرحلة التالية أعيدت هيكلة بعض البرامج واستحدثت برامج جديدة لإحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات وإشراك القطاع الخاص في رحلة التحول، وسيكون تركيز الرؤية في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر.
وعند إطلاق الرؤية قال ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حول رؤية السعودية 2030: "يسرني أن أقدّم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم لِلغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعًا وتعكس قدرات بلادنا. دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة. إن مستقبل المملكة مبشر وواعد، بإذن الله، وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق. لدينا قدراتٌ سنقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل، وسنبذل أقصى جهودنا لنمنح معظم المسلمين في أنحاء العالم فرصة زيارة قبلتهم ومهوى أفئدتهم. هذه توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، حيث أمرنا بأن نخطط لعمل يلبي كل الطموحات ويحقق جميع الأمنيات. وبناء على توجيهه، حفظه الله، وبدءًا من هذا اليوم، سنفتح بابًا واسعًا نحو المستقبل، ومن هذه الساعة سنبدأ العمل فورًا من أجل الغد، وذلك من أجلكم - أيها الإخوة والأخوات - ومن أجل أبنائكم وأجيالنا القادمة".
وأضاف: "نحن نملك كل العوامل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا معًا، ولا عذر لأحد منا في أن نبقى في مكاننا، أو أن نتراجع، لا قدر الله. رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر. لقد سمينا هذه الرؤية بـ"رؤية المملكة العربية السعوديّة 2030"، لكننا لن ننتظر حتى ذلك الحين، بل سنبدأ فورًا في تنفيذ كل ما ألزمنا أنفسنا به، ومعكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعا إن شاء الله تعالى".
وخلال الفترة من عام 1437هـ/2016م حتى عام 1446هـ/2024م حققت رؤية السعودية 2030 العديد من الإنجازات التي أسهمت في تحقيق نتائج على صعيد منظومة العمل الحكومي والاقتصاد والمجتمع.
وشهدت المحاور الرئيسة الثلاثة للرؤية تقدمًا ملموسًا، فعلى صعيد محور المجتمع الحيوي، تقدم هذا المحور نتيجة تبني أنماط حياة صحية، وخدمة ضيوف الرحمن، إلى جانب الاهتمام بالمواقع الأثرية وتضمينها لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وعلى صعيد الاقتصاد المزدهر حقق هذا المحور مستهدف 2030 لمشاركة المرأة في القوى العاملة في عام 2020م، كما نمت أصول صندوق الاستثمارات العامة بشكل كبير، وارتفعت مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، كما ارتفعت الإيرادات غير النفطية بشكل ملحوظ في عام 2020م. وعلى صعيد الوطن الطموح حقق هذا المحور تقدمًا في ركيزتي "حكومته فاعلة" و"مواطنه مسؤول"، كما تضاعف عدد المتطوعين سنويًّا ليبلغ 409 آلاف متطوع في عام 2020م.
وتركز رؤية السعودية 2030 على مكامن قوة المملكة، وتعمل على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي لتعزيز مكانتها في التجارة الدولية لربط قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، إضافة إلى كونها أرض الحرمين الشريفين وقبلة أكثر من مليار مسلم، إلى جانب تطويع قوتها الاستثمارية لخلق اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.
مستهدفات رؤية السعودية 2030
تهدف رؤية السعودية 2030 إلى تنمية الاقتصاد السعودي، واستثمار مكانتها من موقعها الاستراتيجي، وقوتها الاستثمارية، وتعزيز فاعلية الحكومة، إلى جانب تمكين الحياة الصحية، وزيادة معدلات التوظيف، وتعزيز عمقها العربيّ والإسلاميّ، إضافة إلى تمكين المسؤولية الاجتماعية في المملكة. ومن مستهدفات الرؤية بحلول عام 1452هـ/2030م:
- رفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40% إلى 75%.
- رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي.
- زيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 مليارًا إلى تريليون ريال سنويًّا.
- رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال (160 مليار دولار) إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال (1.9 تريليون دولار).
- رفع نسبة مدخرات الأسر من إجمالي دخلها من 6% إلى 10%.
- رفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي من أقل من 1% إلى 5%.
- ارتفاع حجم اقتصاد السعودية وانتقاله من المرتبة الـ19 إلى المراتب الـ15 الأولى على مستوى العالم.
- رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي من 3.8% إلى المعدل العالمي 5.7%.
- رفع مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي من 40% إلى 65%.
- تقدم ترتيب السعودية في مؤشر أداء الخدمات اللوجستية من المرتبة الـ49 إلى الـ25 عالميًّا والمرتبة الأولى إقليميًّا.
- الانتقال من المركز الـ25 في مؤشر التنافسيَّة العالمي إلى أحد المراكز الـ10 الأولى.
- الوصول من المركز الـ80 إلى المركز الـ20 في مؤشر فاعلية الحكومة.
- الوصول من المركز الـ36 إلى المراكز الخمسة الأولى في مؤشر الحكومات الإلكترونية.
- الوصول إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي سنويًّا مقابل 22,924 متطوع في 2015م.
- رفع عدد المواقع الأثرية المسجَّلة في اليونسكو إلى الضعف على الأقل.
- تصنيف ثلاث مدن سعودية بين أفضل 100 مدينة في العالم.
- ارتفاع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل السعودية من 2.9% إلى 6%.
- ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعيًّا من 13% إلى 40%.
- الارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعي من المرتبة الـ26 إلى المرتبة الـ10.
- زيادة متوسط العمر المتوقع من 77.06 عامًا (خط الأساس) إلى 80 عامًا.
- تخفيض معدل البطالة من 12.3% إلى 7%.
- ارتفاع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من 20% إلى 35%.
- رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30%.
- زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن من 8 ملايين إلى 30 مليون حاج ومعتمر وزائر.
محاور رؤية السعودية 2030
تعتمد رؤية السعودية 2030 على ثلاثة محاور، تشمل: المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح. وتتكامل هذه المحاور بعضها مع بعض في سبيل تحقيق الأهداف والاستفادة من مرتكزات الرؤية، وفي كل محور هنالك عدد من الالتزامات والأهداف.
ويمثل المحور الأول أساسًا لتحقيق وتأسيس قاعدة صلبة لازدهار الاقتصاد وبناء مجتمع حيوي يعيش فيه الأفراد وفق منهج الاعتدال والوسطية، في بيئة إيجابية تتوافر فيها مقومات جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، وسط منظومتي رعاية صحية واجتماعية ممكنة.
من التقدم والإنجاز في محور مجتمع حيوي:
- إطلاق تأشيرة جديدة أتاحت للمقيمين بدول مجلس التعاون زيارة المملكة والاستمتاع بالأنشطة السياحية، مما زاد عدد الزوار إلى نحو 56 ألف زائر خلال شهر واحد.
- تنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية بحضور نحو 120 مليون شخص من جميع أنحاء العالم.
- تحقيق 80 نقطة من أصل 100 في مجموع مؤشرات تقرير البنك الدولي "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" لعام 2022م، بزيادة 10 نقاط عن عام 2020م.
- ارتفاع متوسط العمر المتوقع في السعودية من 74.8 إلى 78.10 عاما بين عامي 2016م و2023م، إذ احتلت المملكة المرتبة الثانية بين الدول العربية لمؤشر السعادة في تقرير السعادة العالمي 2023م.
- أسهم إطلاق قطار الحرمين الشريفين الذي يربط مطار جدة بمكة المكرمة والمدينة المنورة في تحسين تجربة السفر والتنقل للحجاج والمعتمرين.
- تخصيص ثماني محميات ملكية على أراضي المملكة، منها محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية التي تعد من أكبر المحميات في الشرق الأوسط، ورابع أكبر محمية في العالم، لحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي والمحافظة على النباتات والحيوانات المحلية، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
- انخفاض عدد الحوادث المرورية الخطرة بفضل أنظمة سلامة الطرق بنسبة 55% خلال 5 سنوات.
فيما يرتكز محور الاقتصاد المزدهر على تحسين بيئة الأعمال لاستقطاب الكفاءات العالمية والاستثمارات النوعية، وصولاً إلى استغلال موقع المملكة الاستراتيجي. كما يرتكز هذا المحور على تنمية الفرص للجميع من رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة إلى الشركات الكبرى، وبناء منظومة تعليمية تلبي احتياجات سوق العمل، إلى جانب تنويع الاقتصاد.
من التقدم والإنجاز في محور اقتصاد مزدهر:
- ارتفاع الإيرادات الحكومية غير النفطية بنحو 291 مليار ريال (77 مليار دولار)، من 166 مليار ريال (44 مليار دولار) إلى 457 مليار ريال (121 مليار دولار) بين عامي 2015م و2023م.
- تقدم السعودية إلى المرتبة التاسعة عالميًّا في التدريب التقني والمهني ضمن مؤشر المعرفة العالمي لعام 2021م، مما أكد التزام المملكة بتدريب الشباب وإعدادهم لسوق العمل العالمي ودعمهم لاغتنام الفرص المستقبلية.
- وصول إيرادات التعدين في السعودية إلى نحو مليار ريال، وهو الرقم الأعلى تاريخيًّا للقطاع.
- إشادة منظمة العمل الدولية بالبرنامج الوطني الاستراتيجي للسلامة والصحة المهنية المعمول به في المملكة، إذ تضاعف عدد المؤسسات الممتثلة للمعايير المهنية في هذا المجال أربع مرات.
- تصدر المملكة المرتبة الثانية بين دول مجموعة العشرين في تقرير التنافسية الرقمية 2021م الصادر عن المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية.
- تصدر السعودية دول العالم في سرعات وتغطية شبكات الجيل الخامس، حسب تقرير "أوبن سيجنال" العالمي لقياس أداء شبكات الجيل الخامس لعام 2020م.
- وصول إجمالي الشبكات المرخصة لتقديم خدمات التقنية المالية إلى 27 شركة، مما أسهم في دعم الاستثمار وتيسير عمليات الدفع والتسوق للجميع.
ويرتكز المحور الثالث من الرؤية "وطن طموح" على تمكين موارد المملكة وطاقتها البشرية وتهيئة البيئة اللازمة للمواطنين وقطاع الأعمال والقطاع غير الربحي لتحمل مسؤولياتهم في مواجهة التحديات واقتناص الفرص، إضافة إلى تمكين القطاع العام لرسم ملامح الحكومة من خلال تشجيع ثقافة الأداء وتعزيز الكفاءة.
من التقدم والإنجاز في محور وطن طموح:
- اعتماد مدينة ينبع الصناعية ضمن مدن التعليم العالمية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في عام 2022م، وهي ثاني مدينة سعودية بعد الجبيل الصناعية تعزز ثقافة التعلم الشاملة مدى الحياة وتمكن الأفراد من جميع الأعمار بالمهارات اللازمة لدعم التنمية الوطنية.
- نجاح بوابة "ناجز" التابعة لوزارة العدل في رقمنة أكثر من 160 خدمة عدلية وقضائية، تغني عن 65 مليون زيارة سنويًا.
- تخصيص نحو 100 ألف ريال كمنحة مالية لكل شركة ناشئة في مرحلة المسرّعة ضمن برنامج "قيم فاوندرز" لاحتضان مبرمجي ومصممي الألعاب الإلكترونية، الذي يستهدف 100 من مطوري الألعاب ورائدي الأعمال السعوديين.
- ارتفاع عدد المتطوعين في المملكة بأكثر من 36 ضعفًا، إذ ارتفع من 22,924 متطوعًا إلى 834,300 متطوع بين عامي 2015م و2023م.
- زيادة عدد المسجلين في المنصة الوطنية للعمل التطوعي بمجال تقديم خدمات الرعاية الصحية، وقدم أكثر من 238 ألف مواطن 20 مليون ساعة في أنشطة التطوع الصحية في عام 2022م.
- تصدر السعودية المرتبة الأولى عالميًّا في الاستجابة الحكومية واستجابة رواد الأعمال لجائحة كوفيد – 19 وفق تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال 2020م/2021م.
- إطلاق وزارة الصحة عام 2022م مستشفى الصحة الافتراضي الأكبر من نوعه على مستوى العالم، واستخدام أحدث التقنيات لدعم المنشآت الصحية المرتبطة بـ150 مستشفى.
اعداد / لاما ضعافي